الكلاب

الإسهال عند الكلاب: متى تستخدم المضادات الحيوية؟ ومتى لا؟

الإسهال عند الكلاب هو أحد الأعراض الشائعة التي تواجهها العائلات المالكة للحيوانات الأليفة، وقد يكون ناتجًا عن أسباب متنوعة تتراوح من التغييرات الغذائية البسيطة إلى العدوى الخطيرة. مع تزايد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، أصبح من الضروري فهم متى تكون هذه الأدوية ضرورية ومتى قد تكون ضارة. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض بالتفصيل الأسباب، طرق التشخيص، وخيارات العلاج، مع التركيز على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.

أولا: فهم الإسهال عند الكلاب

1.1 ما هو الإسهال؟

الإسهال هو زيادة في تواتر أو سيولة البراز، وقد يكون:

  • حادًا: يستمر أقل من أسبوعين.
  • مزمنًا: يستمر أكثر من أسبوعين، وغالبًا ما يشير إلى مشكلة صحية كامنة.

1.2 آلية حدوث الإسهال

  • زيادة الإفرازات المعوية: بسبب الالتهابات أو السموم.
  • اضطراب الامتصاص: كما في حالات سوء التغذية أو الطفيليات.
  • زيادة الحركة المعوية: نتيجة التوتر أو العدوى.

ثانيا: الأسباب الرئيسية للإسهال

2.1 الأسباب غير المعدية

  • التغييرات الغذائية المفاجئة.
  • ابتلاع أجسام غريبة (مثل الألعاب البلاستيكية أو العظام).
  • التسمم الغذائي (من الأطعمة الفاسدة أو الشوكولاتة).
  • التوتر النفسي (بعد السفر أو تغيير المنزل).

2.2 الأسباب المعدية

  • البكتيريا: مثل السالمونيلا، الكلوستريديوم، والإيشيريشيا كولي.
  • الفيروسات: مثل فيروس البارفو (مهدد للحياة) وفيروس الكورونا.
  • الطفيليات: مثل الجيارديا، الديدان الأسطوانية، والكوكسيديا.

2.3 الأمراض الجهازية

  • أمراض الكلى أو الكبد.
  • الالتهابات البنكرياسية.
  • السرطانات المعوية.

ثالثا: متى تستخدم المضادات الحيوية؟

3.1 الحالات التي تستدعي المضادات الحيوية

  1. العدوى البكتيرية المؤكدة:
    • عند عزل البكتيريا المسببة عبر زراعة البراز أو PCR.
    • وجود أعراض مثل:
      • دم أو مخاط في البراز.
      • حمى (درجة حرارة > 39.4°م).
      • جفاف أو خمول شديد.
  2. الإسهال الشديد أو المزمن:
    • إذا استمر الإسهال أكثر من 48 ساعة رغم العلاج الداعم.
    • في الكلاب ذات المناعة الضعيفة (مصابي الإيدز أو اللوكيميا).
  3. التهاب الأمعاء الناخر:
    • حالات نادرة تتطلب تدخلًا سريعًا بالمضادات واسعة الطيف.

3.2 المضادات الحيوية الشائعة

الدواءالاستخدامالجرعة النموذجية
مترونيدازولالجيارديا، البكتيريا اللاهوائية10-15 مجم/كجم كل 12 ساعة
تيلوزينالإسهال البكتيري المزمن10 مجم/كجم يوميًا
أموكسيسيلينالالتهابات البكتيرية العامة10-20 مجم/كجم كل 8-12 ساعة

رابعا: متى لا تستخدم المضادات الحيوية؟

4.1 الحالات التي لا تفيد فيها المضادات

  1. الإسهال الفيروسي:
    • مثل عدوى البارفو، حيث لا تؤثر المضادات على الفيروسات.
    • العلاج يعتمد على السوائل الوريدية والأدوية الداعمة.
  2. الطفيليات المعوية:
    • تحتاج لأدوية نوعية مثل:
      • فينبندازول للديدان.
      • مترونيدازول للجيارديا (يُستخدم هنا كمضاد للطفيليات، ليس بكتيريا).
  3. اضطرابات التغذية:
    • يُعالج بالصيام 12-24 ساعة، ثم نظام غذائي لطيف (مثل الأرز والدجاج المسلوق).
  4. التوتر النفسي:
    • تحسين البيئة وتقليل مسببات القلق.

4.2 مخاطر الاستخدام العشوائي

  • تدمير البكتيريا النافعة: مما يزيد من حدة الإسهال ومدة التعافي.
  • مقاومة المضادات: تصبح البكتيريا غير مستجيبة للعلاج.
  • الآثار الجانبية: مثل القيء، الإسهال الثانوي، أو تلف الكبد.

خامسا: التشخيص الدقيق للإسهال

5.1 الفحوصات الأولية

  1. التاريخ الطبي:
    • نوعية الطعام، التعرض لمواد سامة، أو السفر الحديث.
  2. الفحص السريري:
    • تقييم الجفاف (عن طريق شد الجلد).
    • قياس درجة الحرارة والوزن.

5.2 الفحوصات المخبرية

  • تحليل البراز: للكشف عن الطفيليات أو الدم الخفي.
  • تحاليل الدم: تقييم وظائف الكلى والكبد.
  • الأشعة السينية/الموجات فوق الصوتية: لاستبعاد الأجسام الغريبة أو الأورام.

5.3 الفحوصات المتقدمة

  • تنظير القولون: في الحالات المزمنة غير المشخصة.
  • الخزعات المعوية: إذا اشتبه في وجود سرطان أو أمراض مناعية.

سادسا: البروتوكولات العلاجية

6.1 العلاج الداعم

  1. السوائل:
    • الفموية: محاليل الإماهة (مثل Pedialyte).
    • الوريدية: في حالات الجفاف الشديد.
  2. البروبيوتيك: لاستعادة توازن البكتيريا المعوية (مثل FortiFlora).
  3. النظام الغذائي:
    • الأيام الأولى: صيام 12-24 ساعة.
    • المرحلة الانتقالية: أطعمة سهلة الهضم (هريس اليقطين، الأرز الأبيض).

6.2 الأدوية المساعدة

  • مضادات الإسهال: مثل لوبيراميد (بوصفة بيطرية فقط).
  • مضادات القيء: مثل ماروبيتانت للسيطرة على الغثيان

سابعا: الوقاية من الإسهال

7.1 الإدارة الغذائية

  • التغيير التدريجي للطعام: على مدار 7-10 أيام.
  • تجنب الأطعمة الخطرة: مثل الشوكولاتة، البصل، والعنب.

7.2 النظافة والبيئة

  • تعقيم الأطباق: يوميًا بالماء الساخن.
  • التخلص من البراز فورًا: لمنع انتشار الطفيليات.

7.3 التطعيمات الدورية

  • ضد فيروس البارفو: جرعتان للجراء، ثم معززات سنوية.
  • ضد داء الكلب: حسب جدول الطبيب البيطري.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

1. هل يمكن إعطاء المضادات الحيوية البشرية لكلبي؟

  • الجواب: لا. بعضها سام (مثل البنسلين قد يسبب حساسية مفرطة).

2. كم يستغرق الإسهال حتى يتحسن مع العلاج؟

  • الجواب: 24-72 ساعة في الحالات البسيطة، وقد يمتد لأسبوع في الحالات المزمنة.

3. ما علامات الخطر التي تستدعي زيارة الطوارئ؟

  • الجواب:
    • إسهال مصحوب بدم.
    • قيء متكرر.
    • خمول شديد أو انهيار.

4. هل يمكن علاج الإسهال في المنزل؟

  • الجواب: نعم، في الحالات البسيطة عبر الصيام وتقديم السوائل، لكن استشر الطبيب إذا لم يتحسن خلال 24 ساعة.

5. كيف أمنع انتقال العدوى إذا كان الإسهال معديًا؟

  • الجواب:
    • عزل الكلب.
    • غسل اليدين بعد التعامل معه.
    • تطهير الأسطح بالماء والكلور.

الخاتمة

الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية في حالات الإسهال عند الكلاب هو مفتاح الحفاظ على صحة حيوانك الأليف ومنع مقاومة الأدوية. دائمًا استشر الطبيب البيطري قبل إعطاء أي علاج، وتذكر أن الوقاية عبر التغذية السليمة والنظافة هي أفضل استراتيجية لتجنب المشكلات المعوية.

اظهر المزيد

د.محمد سعيد الخالد

دكتور في الطب البيطري، للاستشارات المجانية التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ادناه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى