
تعد فترة حمل القطة (التي تستمر حوالي 63-67 يومًا) مرحلة حرجة تتطلب رعاية استثنائية، وتأتي التغذية في صميم هذه الرعاية. الخطأ في تغذية القطة الحامل لا يعرض صحتها للخطر فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى وفاة القطط الصغيرة أو إصابتها بتشوهات خلقية، أو حتى فقدان الحمل بالكامل. فيما يلي 5 أخطاء قاتلة في تغذية القطط الحامل يجب تجنبها تمامًا
اقرا مقالنا التالي: لماذا يعض الهامستر القفص؟ فهم سلوك حيوانك الأليف
1. إعطاء المكملات أو الأدوية دون استشارة الطبيب البيطري
- الخطأ: يعتقد بعض المربين أن إعطاء جرعات عشوائية من الكالسيوم أو الفيتامينات (خاصة فيتامين د) أو الأدوية الطاردة للديدان أو البراغيث دون وصفة بيطرية هو أمر وقائي مفيد.
- الخطر: تسمم مميت! الجرعات الزائدة من الكالسيوم يمكن أن تسبب تكلسات في الأنسجة الرخوة ومشاكل قلبية. زيادة فيتامين د تؤدي إلى تسمم حاد يسبب الفشل الكلوي. بعض الأدوية آمنة للقطط العادية لكنها سامة للغاية للحامل (مثل بعض أنواع الإيفرمكتين وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية). الأدوية الطاردة للديدان الخاطئة يمكن أن تسبب الإجهاض أو تشوهات الأجنة.
- الحل: استشارة الطبيب البيطري قبل إعطاء أي مكمل أو دواء. الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت القطة بحاجة فعلية لمكمل (كالكالسيوم في مراحل معينة وبجرعات محددة) ووصف الأدوية الآمنة خلال الحمل بجرعات دقيقة.
2- نقص البروتين والطاقة بشكل حاد
- الخطأ: الاستمرار في إطعام القطة نفس كمية ونوعية طعامها العادي غير الحامل، أو تقديم طعام منزلي غير متوازن يفتقر للعناصر الأساسية.
- الخطر: هزال الأم، ضعف نمو الأجنة، موت الأجنة داخل الرحم، أو ولادة قطط صغيرة ضعيفة جدًا غير قادرة على البقاء. تحتاج القطة الحامل، خاصة في النصف الثاني من الحمل، إلى طاقة أكثر بنسبة 25-50% من المعتاد وبروتين عالي الجودة بكميات أكبر بكثير لبناء أنسجة الأجنة والحفاظ على صحة الأم.
- الحل: التحول تدريجيًا (بحسب إرشادات الطبيب) إلى طعام عالي الجودة مخصص للقطط الحوامل والمرضعات (Kitten/Pregnancy food). هذا الطعام مصمم لتلبية متطلباتها العالية من البروتين والدهون والطاقة والفيتامينات والمعادن. يجب تقديم الطعام بشكل حر (Free-feeding) أو في وجبات صغيرة متكررة طوال اليوم لأن مساحة المعدة تقل مع كبر حجم الأجنة.
اقرا مقالنا التالي: هل قطتي تحبني؟ إليك كيفية معرفة ذلك
3- الإفراط في تقديم الكالسيوم طوال فترة الحمل
- الخطأ: تقديم جرعات وقائية من مكملات الكالسيوم طوال فترة الحمل خوفًا من نقصه أو تسمم الحمل (الإكلامسيا).
- الخطر: تعطيل آلية تنظيم الكالسيوم الطبيعية في جسم الأم. تحتاج الغدة جار الدرقية إلى العمل بشكل طبيعي لتحرير الكالسيوم عند الولادة والرضاعة. الإفراط في الكالسيوم خلال الحمل يكبح نشاط هذه الغدة، مما يزيد بشكل مفارقي خطر الإصابة بتسمم الحمل (الإكلامسيا) الحاد والمميت بعد الولادة مباشرة، حيث لا تستطيع الأم تعويض الكالسيوم المفقود في اللبأ والحليب بسرعة كافية.
- الحل: لا تعطِ مكملات الكالسيوم إلا إذا نصح الطبيب البيطري بذلك وفي المراحل المتأخرة جدًا من الحمل أو بعد الولادة مباشرة إذا ظهرت علامات الإكلامسيا. التركيز على تقديم طعام قطط صغيرة (كيتن) متوازن يحتوي على مستويات مناسبة من الكالسيوم والفوسفور.
4- إهمال زيادة كمية الطعام تدريجيًا مع تقدم الحمل
- الخطأ: عدم زيادة كمية الطعام المقدمة للقطة مع تقدم شهور الحمل، أو الزيادة بشكل مفاجئ وغير محسوب.
- الخطر: نقص التغذية (كما في الخطأ 2) إذا لم تزداد الكمية، مما يؤدي لهزال الأم وضعف الأجنة. السمنة إذا زادت الكمية بشكل مفرط ومبكر جدًا. سمنة الأم تزيد من مخاطر صعوبة الولادة (عسر الولادة)، ومرض السكري، ومضاعفات أثناء الحمل والولادة.
- الحل: الزيادة التدريجية في كمية الطعام مع تقدم الحمل، خاصة من الأسبوع الرابع فصاعدًا، بحيث تصل إلى زيادة 25-50% عن طعامها المعتاد بحلول نهاية الحمل. مراقبة حالة جسم القطة (Body Condition Score) بانتظام بمساعدة الطبيب البيطري لتجنب النحافة أو السمنة.
5- عدم توفير مياه نظيفة متاحة باستمرار
- الخطأ: نسيان تعبئة الماء، أو تقديمه في وعاء غير نظيف، أو عدم توفيره بسهولة للقطة.
- الخطر:الجفاف. الجفاف أثناء الحمل خطير للغاية. يمكن أن يؤدي إلى:
- انخفاض تدفق الدم للمشيمة، مما يعيق نمو الأجنة.
- زيادة خطر الإمساك، الذي قد يكون مزعجًا ومؤلمًا للقطة الحامل.
- زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- مضاعفات أثناء الولادة.
- الحل: توفير وعاءين أو أكثر من المياه العذبة النظيفة في أماكن يسهل على القطة الوصول إليها. تغيير الماء وغسل الأوعية يوميًا. مراقبة كمية الماء التي تشربها القطة (زيادة الشرب أو قلته قد يدلان على مشكلة).
الخلاصة: السلامة في الاستشارة والتوازن
تغذية القطة الحامل ليست مجالًا للتجارب أو النصائح العشوائية. الخطأ يمكن أن يكلف حياة الأم أو صغارها أو كلاهما. مفتاح الحماية هو:
- الاستشارة البيطرية الفورية: بمجرد الشك في الحمل أو التأكد منه، قم بزيارة الطبيب البيطري. سينصحك بنوع الطعام المناسب، وكميته، وجدول التغيير، وأي مكملات ضرورية، وخطة التخلص من الديدان الآمنة.
- الطعام المتخصص: الاعتماد على طعام تجاري عالي الجودة مخصص للقطط الصغيرة أو الحوامل والمرضعات هو الضمان الأفضل لتوازن العناصر الغذائية.
- المراقبة المستمرة: راقب شهية القطة، ووزنها (بإرشاد الطبيب)، وسلوكها، وتأكد من توفر الماء دائمًا.
بتجنب هذه الأخطاء الخمسة القاتلة واتباع إرشادات الطبيب البيطري بدقة، يمكنك أن تمنح قطتك الحامل وصغارها أفضل فرصة لعبور فترة الحمل بسلام والصحة.