كانت لونا قطة صغيرة مخططة باللون الرمادي، تعيش في زقاق ضيق بين منازل الحي العتيق. وجدها أحمد ذات مساء تحت سيارة مهجورة، ترتجف من البرد، فقرر أن تكون رفيقته في غرفته الصغيرة فوق محل البقالة. كانت لونا كرة من الطاقة: تقفز من على الرفوف، تطارد الذباب، وتسرق قطع البسكويت من يد أحمد بخفة لصَّة. حتى ذلك اليوم الذي تحول فيه المطر إلى نقمة.
في صباح بارد، لاحظ أحمد أن لونا لم تعد تلتهم طعامها كالعادة. ظنها حزينة لغياب الشمس، لكن بحلول الظهر، بدأت تتقيأ سائلاً أصفر، وإسهالًا كريه الرائحة يملأ صندوق الفضلات. في المساء، صارت لونا كجسد بلا روح… مستلقية تحت السرير، عيناها الزرقاوان تلمعان في الظلام كندمين.
الفصل الثاني: السر المختبئ في دمها
أسرع أحمد إلى العيادة البيطرية، حاملًا لونا ملفوفة بمنشفة مبللة بدموعه. االطبيب البيطري نظر إلى لونا وقال:
— “هذا ليس تسممًا عاديًّا… إنها أعراض طاعون القطط”.
شرح له أن طاعون القطط (أو البانليوكوبينيا) فيروس قاتل يهاجم الأمعاء ونخاع العظم، محوِّلًا جسد القطة إلى ساحة حرب. الفيروس شرس كالغول، يقتل 90% من القطط غير المطعمه.
— “تحاليل الدم تُظهر أن خلايا الدم البيضاء لديها صفر تقريبًا”، قال الطبيب البيطري وهو يشير إلى الرسم البياني، “جسدها بلا دفاعات الآن”.
الفصل الثالث: الحرب التي لا تُرى
أُدخلت لونا إلى غرفة العزل. بدأ العلاج بـ:
- محاليل وريدية: لإنقاذها من الجفاف.
- مضادات حيوية: لوقف العدوى الثانوية.
- حقن فيتامينات: لمحاولة إنعاش نخاع عظمها.
لكن لونا لم تعد تلك القطة الشقية… صارت عظامها بارزة، وفروها متسخًا بالإسهال. أحمد كان يزورها يوميًّا، يضع يده على الزجاج الفاصل بينهما، ويغني لها أغاني طفولته كي لا تشعر بالوحدة.
الفصل الرابع: الوداع الذي لم يُقال
في اليوم الخامس، فتحت لونا عينيها للمرة الأخيرة. نظرت إلى أحمد، ورفعت ذيلها المهزوم قليلًا… حركة وداع تعلمتها منه. في الليل، رن جرس الهاتف. صوت الدكتور كان ثقيلاً:
— “الجسد الصغير لم يتحمل… لقد رحلت”.
أحمد لم يبكِ… صار يحدق في الفراغ حيث كانت لونا تنام، متسائلاً: “هل كان لقاحٌ رخيص الثمن يمكن أن ينقذها؟”.
ملخص طبي مبسط:
- الأعراض:
• قيء وإسهال دموي.
• خمول شديد وفقدان الشهية.
• ارتفاع حرارة يتبعه انخفاض حاد.
• جفاف سريع بسبب فقدان السوائل. - التشخيص:
• تحليل الدم: لقياس خلايا الدم البيضاء.
• اختبار البراز: للكشف عن الفيروس. - العلاج:
• العزل الفوري: لمنع انتشار العدوى.
• السوائل الوريدية: لتعويض الجفاف.
• مضادات القيء والإسهال.
• الوقاية: تطعيم سنوي (لقاح FPV).
الخاتمة: رسالة من لونا
أنا لم أختفِ… أنا هنا في كل قطة تموت لأن أحدًا لم يُطعّمها. في كل صرخة صامتة لقط يعاني. لكنك تستطيع أن تجعل قصتي آخر مأساة… لقاحٌ بسيط يمكن أن يمحو اسمي من قائمة الضحايا.
تذكير:
طاعون القطط أسرع قاتل للقطط غير المطعمة. التطعيم قبل التعرض للفيروس هو الدرع الوحيد!
