كليو.. والقمر الذي أطفأ نوره

كان كليو قط رمادي بعيون تشبه لآلئ الليل، يُدللُه صاحبته يارا منذ أن التقطته من أمام متجرها الصغير. اعتاد كليو أن يلعب بخيط الصوف كل صباح، لكن في الأسابيع الأخيرة، لاحظت يارا أنه ينام أكثر مما يلعب. حتى طعامه المفضل (التونة المعلبة) صار يتبقى في الطبق.

ذات مساء، بينما كانت تدلّكه، شعرت بكتلة صغيرة تحت إبطه الأيمن. كرة صلبة لا تتحرك… كأنها حجر بارد استقر في جسده.

الفصل الثاني: عاصفة الفحوصات

في عيادة  الطبيب البيطري ، بدأت رحلة البحث عن الحقيقة:

• الأشعة السينية: أظهرت ظلًّا غريبًا في رئة كليو اليسرى.
• السونار: كشف عن كتل أخرى في بطنه.
• الخزعة: إبرة رفيعة أخذت عينة من الكتلة… النتيجة جاءت كالصاعقة: سرطان الغدد الليمفاوية.

— “الورم انتشر… والخلايا الشريرة تلتهم جسده”، قال الطبيب البيطري بصوتٍ مكسور.

الفصل الثالث: الحرب التي لا ترحم

بدأت خطة العلاج بـ:

1. العلاج الكيماوي: حقن تُدخل المواد الكيماوية لقتل السرطان… لكنها تسمم الجسد أيضًا.
2. المسكنات القوية: لتخفيف الألم الذي يُشعل عيني كليو.
3. الستيرويدات: لمحاولة تقليص الورم.

الأيام الأولى كانت جحيمًا: كليو يتقيأ، يفقد شعره، ويختبئ تحت السرير. يارا تجلس بجانبه، تهمس: “انتصر من أجلي… فقط انتصر”.

الفصل الرابع: الهدنة المؤقتة

بعد 3 أشهر، أظهرت الأشعة أن الورم تقلص قليلًا. كليو عاد يأكل ببطء، وحتى خيط الصوب صار يلهو به بين الحين والآخر. لكن الطبيب البيطري حذر:
— “السرطان كالنار تحت الرماد… قد يعود”.

يارا قررت أن تجعل كل يوم احتفالًا: ألعاب جديدة، نزهات قصيرة في الحديقة، وكاميرا تلتقط كل لحظة.

الفصل الخامس: القمر الذي لم يعد كاملًا

في أحد الأيام، عاد كليو يلهث كأنه يجري ماراثونًا دون توقف. الأشعة كشفت أن السرطان انتشر إلى رئتيه. الخيارات صارت محدودة:

• المزيد من الكيماوي: الذي قد يقتله قبل المرض.
• الرعاية التلطيفية: لتخفيف الألم حتى النهاية.

يارا اختارت الخيار الثاني… قررت أن تمنحه رحيلًا هادئًا.

الخاتمة: وداعًا يا صديقي

في غرفة مليئة بالزهور والضوء الخافت، رقد كليو بين ذراعي يارا. الطبيب البيطري حقنَه بالإبرة التي أوقفت الألم للأبد. همست يارا في أذنه: “اذهب… العب مع القمر الآن”.

ملخص طبي مبسط:

• الأعراض:
  • كتل تحت الجلد أو تورم العقد الليمفاوية.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • خمول وصعوبة في التنفس (إذا انتشر للرئتين).
• التشخيص:
  • الخزعة: تأكيد نوع السرطان.
  • الأشعة والسونار: لتحديد مرحلة الانتشار.
• العلاج:
  • الكيماوي: لإبطاء نمو الورم.
  • المسكنات: لتخفيف الألم.
  • الستيرويدات: لتقليل الالتهاب.

رسالة كليو الأخيرة:
“لا تبكِ لأنني رحلت… بل ابتسم لأنني علمتك أن القوة ليست في طول العمر، بل في عمق الحب الذي نزرعه في قلوب من يبقون”.