بيلا.. والليلة التي طالت

كانت بيلا قطة بيضاء ببقع سوداء، تتباهى ببطنها الممتلئ الذي يحمل أربعة أجنة صغيرة. راقبتها صاحبتها ياسمين بقلق وهي تعد الأيام حتى موعد الولادة. لكن في ليلة اكتمال القمر، بدأت العلامات تنذِر بالخطر:
- انقباضات قوية كل 10 دقائق… لكن دون خروج أي مولود.
- إفرازات داكنة تلوث فراش الولادة.
- لهث مستمر ولعق مهووس لمنطقة البطن.
ياسمين، التي قرأت كل كتب رعاية القطط الحوامل، عرفت أن عُسر الولادة بدأ يلف عنق بيلا بخيط غير مرئي.
الفصل الثاني: سباق مع الزمن
في العيادة البيطرية الطارئة، وضع الطبيب البيطري على بطن لونا المتصلب.
— “واحد من الصغار عالق في قناة الولادة… رأسه كبير جدًا”، قال بعد رؤية السونار.
شرح الطبيب أن أسباب عُسر الولادة قد تكون:
- حجم الأجنة: كبير جدًا أو في وضعية خاطئة (مثلًا: قدماه أولًا بدل الرأس).
- ضعف عضلات الرحم: عدم قدرتها على دفع الصغار.
- إرهاق الأم: إذا استمرت الولادة أكثر من 24 ساعة.
بيلا كانت منهكة… عيناها الذهبيتان تطلبان النجدة بصمت.
الفصل الثالث: القرار الصعب
— لدينا خياران، قال الدكتور:
- حقن أوكسيتوسين: لتحفيز الانقباضات إذا كان الرحم لا يزال يعمل.
- عملية قيصرية: إذا كان الصغير عالقًا أو ضعفت نبضاته.
بعد محاولة فاشلة مع الحقن، صرخة بيلا المدوية قررت المصير… يجب إخراج الصغار الآن.
الفصل الرابع: تحت الضوء الأبيض
في غرفة العمليات، نُزعت الأجنة الأربعة واحدًا تلو الآخر. ثلاثة منهم صرخوا كالمعتاد، لكن الرابع (الذي كان عالقًا) صمت للأبد. بيلا، تحت التخدير، بدت كأنها تتنفس لأول مرة منذ ساعات.
— “المواليد الباقية بحاجة إلى رضاعة صناعية حتى تتعافى بيلا”، قال الطبيب البيطري وهويلف الصغار ببطانية دافئة.
الفصل الخامس: الحياة بعد العاصفة
الأسبوع الأول كان تحديًا: ياسمين تطعم الصغار بالقطارة كل ساعتين، وبيلا تستعيد قوتها بطعام عالي البروتين. القطط الثلاثة صاروا يُدعون “أمل، وصمود، وصبر”… أسماء اختارتها ياسمين تيمنًا برحلة أمهم.
ذات ليلة، بينما كانت بيلا ترضع صغارها أخيرًا، همست ياسمين في أذنها:
— “أنت علمتيني أن الولادة ليست مجرد فرحة… بل معركة تُكتَب أحيانًا بدماء”.
ملخص طبي مبسط:
- الأعراض:
• انقباضات بدون ولادة لأكثر من ساعة.
• إفرازات سوداء أو دموية.
• إرهاق شديد أو حمى.
• أم ترفض لمس صغارها بعد الولادة. - التشخيص:
• فحص جسدي: لتحسس وضعية الصغار.
• السونار: للتأكد من نبضات القطيطات.
• أشعة سينية: لمعرفة العدد والحجم. - العلاج:
• أدوية محفزة للولادة (تحت إشراف طبي).
• الولادة القيصرية في الحالات الطارئة.
• مضادات حيوية لمنع العدوى.
الخاتمة:
أن الحياة لا تُهدى دائمًا بوردة… أحيانًا تُكتَسب بجرح.