الالتهاب الرئوي (Pneumonia) هو التهاب يصيب أنسجة الرئة والحويصلات الهوائية عند الكلاب، ويُعتبر حالة طبية طارئة قد تهدد الحياة إذا تُركت دون علاج. وفقًا للإحصائيات الحديثة، يُشكل الالتهاب الرئوي ما يقارب 15-20% من أمراض الجهاز التنفسي التي تُشخص في العيادات البيطرية، مع ارتفاع النسبة في السلالات قصيرة الأنف مثل البولدوج والبج.
تختلف أسباب الالتهاب الرئوي بين العَدوى البكتيرية، الفيروسية، أو استنشاق أجسام غريبة، مما يستدعي فهمًا دقيقًا لآلية المرض وطرق التعامل معه. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن الالتهاب الرئوي عند الكلاب، بدءًا من الأسباب وصولًا إلى أحدث البروتوكولات العلاجية.
قد تكون مهتما بـ: ما هي الرائحة التي تمنع الكلاب من التبول؟
أنواع وأسباب الالتهاب الرئوي
1. الالتهاب الرئوي البكتيري
- البكتيريا الشائعة:
- Bordetella bronchiseptica (مرتبط بسعال الكلاب المعدي).
- Streptococcus zooepidemicus (يسبب التهابات رئوية حادة).
- طريقة الانتقال: عبر الرذاذ التنفسي أو التلامس المباشر مع كلب مصاب.
2. الالتهاب الرئوي الفيروسي
- الفيروسات المسببة:
- فيروس الديستمبر (Canine Distemper Virus).
- فيروس الإنفلونزا (Canine Influenza Virus).
- المضاعفات: يزيد من خطر العدوى البكتيرية الثانوية.
3. الالتهاب الرئوي الفطري
- الفطريات الشائعة:
- Aspergillus spp. (ينتشر في التربة الرطبة).
- Blastomyces dermatitidis (يُصيب الكلاب في المناطق الاستوائية).
- عوامل الخطر: ضعف المناعة أو الاستنشاق المزمن للأبواغ الفطرية.
4. الالتهاب الرئوي الاستنشاقي (Aspiration Pneumonia)
- الأسباب:
- استنشاق القيء، الطعام، أو السوائل (خاصة بعد التخدير).
- تشوهات خلقية في المريء أو الحنجرة.
- الفئات الأكثر عرضة: الكلاب المصابة بالشلل الحنجري أو أمراض الجهاز العصبي.
الأعراض والتشخيص
1. الأعراض السريرية
- علامات تنفسية:
- سعال رطب مصحوب ببلغم أو دم.
- صفير أو أصوات تشبه الفقاعات أثناء التنفس.
- زيادة معدل التنفس (أكثر من 30 نفس/دقيقة).
- علامات جهازية:
- حمى (درجة حرارة أعلى من 39.4°م).
- إفرازات أنفية صفراء أو خضراء.
- خمول وفقدان الشهية.
2. التشخيص التفريقي
يجب تمييز الالتهاب الرئوي عن:
- قصور القلب: يتميز بتراكم السوائل في الرئتين.
- الربو القصبي: يصاحبه سعال جاف دون حمى.
- أورام الرئة: تظهر كتلة في الأشعة السينية.
3. الفحوصات التشخيصية
جدول مقارنة الفحوصات
| الفحص | الهدف | الدقة | التكلفة النسبية |
|---|---|---|---|
| الأشعة السينية | تقييم انتشار الالتهاب | 85-90% | متوسطة |
| تحليل الدم (CBC) | الكشف عن ارتفاع خلايا الدم البيضاء | 70-80% | منخفضة |
| زراعة البلغم | تحديد نوع البكتيريا | 95% | مرتفعة |
| تنظير القصبات | فحص الشعب الهوائية مباشرة | 90% | مرتفعة جدًا |
البروتوكولات العلاجية
1. العلاج الدوائي
1.1 المضادات الحيوية
- الاختيار الأول:
- دوكسيسيكلين (10 مجم/كجم كل 12 ساعة).
- أموكسيسيلين/كلافولانات (25 مجم/كجم كل 8 ساعات).
- المدة: 3-6 أسابيع حسب شدة الحالة.
1.2 مضادات الفطريات
- إيتراكونازول (5 مجم/كجم يوميًا) للعدوى الفطرية.
2. العلاج الداعم
- الأكسجين الإضافي: عبر قناع أو غرفة أكسجين (معدل 50-100 مل/كجم/دقيقة).
- السوائل الوريدية: لتصحيح الجفاف وتحسين التروية الدموية.
- مذيبات البلغم: مثل غوايفينيسين لتسهيل إخراج الإفرازات.
3. الرعاية المنزلية
- العزل: لمنع انتشار العدوى.
- الراحة: تجنب النشاط البدني المكثف.
- التغذية: أطعمة سهلة الهضم وغنية بالسعرات الحرارية.
الوقاية وإدارة الحالة
1. التطعيمات الأساسية
- ضد فيروس الديستمبر: جرعتان للجراء، ثم سنويًا.
- ضد السعال الكلبي (Bordetella): خاصة للكلاب في الملاجئ أو مراكز التربية.
2. إدارة البيئة
- التهوية الجيدة: تقليل تراكم الرطوبة والعفن.
- تجنب التدخين: المواد الكيميائية تزيد تهيج الرئتين.
3. المتابعة الدورية
- فحوصات ما بعد العلاج: أشعة سينية بعد 4-6 أسابيع.
- مراقبة الوزن: فقدان الوزن قد يشير إلى انتكاسة.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل يمكن أن ينتقل الالتهاب الرئوي من الكلب إلى الإنسان؟
- الجواب: معظم الحالات لا، إلا إذا كانت بسبب Bordetella bronchiseptica (نادر الحدوث).
2. ما مدة التعافي الكامل؟
- الجواب: تتراوح بين 3 أسابيع إلى 3 أشهر، حسب استجابة الكلب للعلاج.
3. هل يمكن استخدام الأعشاب في العلاج؟
- الجواب: لا تُوصف الأعشاب كبديل للمضادات الحيوية، لكن قد تساعد بعضها (مثل الزعتر) في تخفيف الأعراض بعد استشارة الطبيب.
4. ما السلالات الأكثر عرضة؟
- الجواب:
- البولدوج: بسبب تشريح مجرى الهواء الضيق.
- البج: لصعوبة تنظيف الإفرازات الأنفية.
- الكوكر سبانيل: لاستعدادها الوراثي لأمراض الجهاز التنفسي.
الخاتمة
الالتهاب الرئوي عند الكلاب ليس مجرد سعال عابر، بل حالة طبية معقدة تستدعي تدخلًا عاجلًا. مع التقدم في التشخيص والعلاج، أصبحت فرص الشفاء مرتفعة إذا التزم المالك بالتوجيهات البيطرية. تبقى الوقاية عبر التطعيمات والبيئة النظيفة هي الدرع الأقوى ضد هذا المرض.
